ذاكرة المعدة: الحقيقة الطبية التي يجب أن يعرفها كل مريض سمنة
ذاكرة المعدة هي الحقيقة التي يجب معرفتها من قبل مرضي السمنة ليدركوا كيفية التعامل مع طبيعة اجسامهم ولزيادة الوعي بذاكرة المعدة وسلوكياتها المعقدة التي ترتبط بكيفية تفاعل الجهاز الهضمي مع العادات الغذائية السابقة للجراحة
ما المقصود بذاكرة المعدة؟
ذاكرة المعدة لا تعني أن المعدة تفكر أو تحفظ كما يفعل الدماغ، ولكنها إشارة إلى قدرة الجهاز الهضمي على “تذكر” نمط غذائي معيّن. بمعنى آخر، إذا كان الشخص معتادًا لسنوات على تناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة وبشكل متكرر، فإن المعدة والدماغ يكوّنان معًا مسارًا عصبيًا يجعل هذا السلوك شبه تلقائي وهي الحقيقة الطبية التي يجب أن يعرفها كل مريض سمنة
ذاكرة المعدة وعمليات السمنة
بعد عمليات السمنة مثل تكميم المعدة أو تحويل المسار، يتغير الحجم الفعلي للمعدة، وبالتالي تقل قدرتها على استيعاب الطعام. لكن هنا يظهر دور “ذاكرة المعدة”: المريض قد يشعر بالرغبة في تناول كميات أكبر من قدرته الجديدة، لأن دماغه ما زال “يذكر” السلوك السابق وهذا ما يجب ان يعلمة كل مريض
هل تعود المعدة للتوسع بعد التكميم؟
هذا سؤال يتكرر كثيرًا.
يجب علي كل مريض سمنة العلم بأن المعدة بعد عملية التكميم تفقد معظم حجمها، لكنها مثل أي نسيج حي قد تتمدد نسبيًا مع مرور الوقت.
لكن المشكلة الأكبر ليست في التمدد العضوي، بل في ذاكرة المعدة.
إذا استمر المريض في العادات القديمة (الأكل السريع، الحلويات الزائدة، تناول كميات فوق طاقته)، فإن ذاكرة المعدة تعيد برمجتها للتوسع تدريجيًا.
أما إذا التزم المريض بتعليمات التغذية، فإن المعدة تحتفظ بحجمها الصغير وتظل العملية فعّالة.
البعد النفسي: العلاقة مع الذاكرة العضلية
الأمر يشبه كثيرًا “الذاكرة العضلية” عند الرياضيين. على سبيل المثال، لاعب كرة القدم الذي تدرب لسنوات على تسديد الكرة بطريقة معينة، حتى وإن ابتعد عن الملاعب فترة طويلة، فإن جسده “يتذكر” الحركة ويؤديها تلقائيًا عند عودته.
بنفس المنطق، الجسم والعقل يتذكران نمط الأكل السابق. المريض قد يشعر بالجوع العاطفي (وليس الجوع الفعلي)، لأنه مرتبط بمواقف حياتية سابقة:
- شخص اعتاد الأكل أثناء مشاهدة التلفاز، حتى لو لم يكن جائعًا.
- آخر يجد نفسه يطلب طعامًا في أوقات التوتر لأنه درب نفسه على ربط الأكل بالراحة النفسية.
ذاكرة المعدة بعد التكميم: التحديات الشائعة
- الأكل بسرعة: كثير من المرضى يواصلون العادة القديمة في البلع السريع، مما يؤدي إلى ألم أو قيء.
- الكميات الكبيرة: المريض يحاول ملء طبقه كما اعتاد قبل العملية، رغم أن معدته لم تعد تستوعب.
- الأكل العاطفي: تناول الطعام في أوقات الملل أو التوتر حتى دون وجود جوع حقيقي.
- الرغبة في الحلويات: الذاكرة الغذائية تجعل بعض المرضى ينجذبون للحلويات، حتى لو كانت مضرة لنتائج العملية.
كيف تساعد عمليات السمنة على إعادة برمجة الذاكرة؟
الجراحة تعطي المريض “فرصة جديدة”، حيث يصبح حجم المعدة أصغر بكثير، وهذا بمثابة نقطة بداية لكسر العادات القديمة.
لكن النجاح الحقيقي يعتمد على:
- التغذية العلاجية: أخصائي التغذية يساعد المريض على تعلم أسلوب جديد للأكل.
- الدعم النفسي: مواجهة الجوع العاطفي والتوتر الذي قد يعيد المريض للسلوكيات القديمة.
- النشاط البدني: ممارسة الرياضة تساعد على تكوين عادة جديدة، تصرف المريض عن العودة للأكل غير الصحي.
استراتيجيات للتغلب على ذاكرة المعدة
- الأكل ببطء: المضغ الجيد يمنع الألم ويساعد على الشعور بالشبع أسرع.
- تقسيم الوجبات: بدلاً من ٣ وجبات ضخمة، يتم تناول ٥–٦ وجبات صغيرة.
- شرب الماء بانتظام: يقلل من نوبات الجوع الكاذب.
- تجنب المشتتات: عدم الأكل أمام التلفاز أو أثناء استخدام الهاتف.
- الدعم الجماعي: بعض المرضى يستفيدون من مجموعات دعم مع مرضى آخرين مروا بنفس التجربة و قد يحدث ذلك أيضا عبر المجموعات علي مواقع التواصل الإجتماعي.
نجاح العملية لا يقف عند حدود غرفة العمليات.
الأطباء المتميزون مثل البروفيسور محمد ضياء سرحان يؤمنون أن رحلة المريض تبدأ من بعد الجراحة، حيث يقدمون:
- أحدث التقنيات: التكميم بالمنظار الروبوتي، التكميم التجميلي (البكيني)، والتكميم بالتخدير الموضعي.
- معدلات أمان عالية: التزام صارم بمعايير السلامة الدولية.
- متابعة شاملة: من خلال فرق متخصصة في التغذية، النشاط البدني، والدعم النفسي و التي بدورها تطلع المريض بكل تفاصيل رحلته للوصول للوزن المثالي بعد الجراحة .
- خبرة عالمية: إجراء آلاف العمليات الناجحة ومشاركة علمية في مؤتمرات دولية.
الخلاصة
ذاكرة المعدة قد تكون عقبة أمام نجاح جراحات السمنة، لكنها ليست عائقًا نهائيًا.
مع الالتزام بالتغذية السليمة، الدعم النفسي، والمتابعة الطبية، يمكن للمريض أن يتغلب على هذه الذاكرة ويعيد برمجة جسمه لحياة جديدة.
الجراحة هي البداية فقط، أما النجاح الحقيقي فيعتمد على تغيير السلوكيات والتعامل الواعي مع الجسم.